المكفوفون الصم وسبل تأهيلهم

المكفوفون الصم وسبل تأهيلهم

أ.د. صادق حسين كنيج

توطئة :

دعت الشرائع السماوية الى مبدأ المساواة بين أبناء البشر وأكدت ذلك الدساتير والأنظمة الوضعية لترسيخ فكرة العدالة بين أبناء المجتمع ورفض التمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللون أو الدين وصدرت الاتفاقيات والقرارات الدولية التي تلزم دول العالم المصادقة عليها بتوفير حياة كريمة لكل المواطنين من دون استثناء بما في ذلك الأشخاص ذوي الاعاقة مهما كانت طبيعة إعاقتهم ليكونوا عناصر فاعلة لهم من الحقوق والواجبات ما لسواهم لكي لا تترك فئة من المجتمع معطلة لاحول لها ولا قوة وإن كان الشخص مصابا بأكثر من اعاقة إذ لابد من الانتقال من نظرة العطف والاحسان الى المساواة ونيل الحقوق ورفض التمييز على أساس العوق فحين  يتردد مصطلح ” الأصم الكفيف ” على مسامع الناس ، فإن هذه الكلمة غالباً ما يثير لديهم تساؤلات ومشاعر واتجاهات ومفاهيم متباينة ، تختلف باختلاف طبيعة ثقافتهم ومدى وعيهم بقضايا ذوي الاعاقة  ، كما قد تثير لديهم التعجب والشفقة والحزن في آن واحد ، ويدفعهم ذلك إلى التفكير في كيف يتمكن الأصم الكفيف من أن يحيا في المجتمع وهو محروم من حاستي السمع والبصر؟ وكيف لهذا الشخص أن يعيش في عالم يجمع بين السكون والظلام ، أو عالم الصمت المظلم ؟  لذا فلابد من النظر للإعاقة السمعية البصرية بوصفها إعاقة قائمة بنفسها تحتاج لأساليب خاصة للتواصل وتخطي احتياجات الحياة اليومية باعتماد وسائل وطرائق وخطط تناسب هذه الحالة في التأهيل والتعليم إذ لا تعد اللغة النمط الوحيد  للتعبير بل هي جزء مما يطلق عليه (التواصل) الذي لا يقتصر على استعمال الكلمات في بناء لغوى متعارف عليه ، بل يشمل تواصل الإنسان مع ما يحيط به في بيئته ومع ابناء جنسه ومشاركته اياهم في المشاعر والخبرات والمعلومات ، فالتواصل علاقة ارتباط بينه وبينهم ، ومن حق الأصم الكفيف أن يرتبط بعلاقات مثله في ذلك مثل غيره ، وأن يستـطيع التـعبير عن نفسه وأن تحترم الطريقة التي يعبر بها سواء أكانت باللغة المنطوقة أم بالإشارة أم بالإيماءات أم بالحركة أم بالصمت أحيانا. فمن حـقه أن توفر له أفضل جودة ممكنة للحياة ، لاحتوائه ودمجه في المجتمع مع مراعاة طبيعة إعاقته وخصائصها والصعوبات التي تواجهه والتحديات التي يتعرض لها تأهيله وتربيته وتعليمه لوضع البرامج الملائمة والخطط المناسبة للوصول الى الهدف المنشود.